أغلب الناجحين في شهادة البكالوريا و خصوصا المتفوقين منهم تجدهم يضعون ضمن اختياراتهم تخصصات المدرسة العليا للأساتذة و هذا يكون راجع في غالب الأحيان إلى
ـ المدرسة العليا تضمن الوظيفة بعد التخرج و هذا هو الأهم
ـ أغلب الناجحين بتقدير هم الاناث و هن اللواتي يفضلن هذا الاختيار باعتبار مهنة التعليم مناسبة للمرأة
لكن أقول لك أن أكبر خطأ قد ترتكبه في حياتك هو أن تقوم بهذا الاختيار ، نعم أقول هذا و لست أبالغ فاختيار التخصص يعني بشكل أو بآخر اختيار مسار حياتك كامل
دعني أنقل لك حقيقة المدارس العليا للأساتذة كوني درست بها أربع سنوات و أعتبر نفسي محظوظا جدا بالمقارنة مع زملائي الذين تخرجوا بعدي و فقدوا حق التوظيف، و أقل حظا من زملائي الذين تخرجوا قبلي و فقدت أنا حق الدراسات العليا، فالحقيقة أن وضعية المدارس العليا تزداد سوءا يوما بعد يوم و إليك تفصيلا فيما أقصد
ـ أولا فيما يخص التكوين، المدارس العليا للأساتذة تدرس باللغة العربية و قد يعتبره الكثير أمرا جيدا و هو بالعكس و لن تحس به بخطورته إلا بعد التخرج حينما تعجز عن قراءة كتاب باللغة الفرنسية أو الانجليزية في ميدان تخصصك فما بالك باكتساب اللغة في حد ذاتها ، كما أن مناهجها قديمة جدا و لم يتم تحديثها منذ نشأت هذه المدارس فمثلا في مجال تخصصي و هو الفيزياء لم أذكر أن درست طيلة الأربع سنوات التي قضيتها هناك نظرية أو قانون تم اكتشافه بعد 1950
ـ ثانيا الدراسات العليا بعد التخرج شبه مستحيلة ، فقد كانت هناك مسابقة لشهادة الماجستير بالمدرسة العليا القبة و قسنطينة و وهران ، و هي شهادة ذات كفاءة عالية حتى أنها تعادل دكتوراه ل م د ، لكن منذ 2012 لم تعد هناك ماجستير ، و بعد سلسلة من الاضرابات تم تعويضها بالماستر الأكاديمي منذ 2016 لكن و لا طالب سجل بها ذلك أن الماستر الأكاديمي ، لأن الماستر الأكاديمي يعني حصولك على شهادة في تعليمة التخصص الذي تدرسه ، مثلا تخصصك رياضيات تحصل على شهادة ماستر في تعليمة الرياضيات يعني : تدرس سنتين ماستر في كيفية تدريس الرياضيات !!! و العائق هنا أنه لا يمكنك التسجيل بهذه الشهادة في الدكتوراه لأنه لا توجد تخصصات في الدكتوراه من هذا النوع. و إذا قلت لنفسك : أنا أدرس ماستر و أحصل على الشهادة و لا ندري بعد سنوات يمكن تفتح دكتوراه في هذا التخصص فيجب عليك ترك منصب العمل الذي تحصل عليه لكي تكمل الدراسة !!!٠
:هناك احتمال لدراسة الماستر و هو التسجيل في الجامعة ، و لكن هذا الاختيار يحتمل عائقين
ـ أغلب الجامعات لا تقبل تسجيلك في الماستر لديها، باعتبار أنها تدرس بنظام ل م د ، و تعتبر شهادتك بنظام كلاسيكي و يرفض ملفك بحجة : شهادة غير مطابقة !!٠
ـ هناك بعض الجامعات تقبل التسجيل في بعض التخصصات مثل جامعة تبسة ، مستغانم ، ورقلة و غيرها ... لكن بعد قبولك في الماستر يجب عليك الحصول على الموافقة من مديرية التربية التابع لها و يعني هذا الموافقة على طلب الاستيداع أي بالمعني البسيط : السنتين التي تدرس فيهما الماستر لا تعمل فيهما كأستاذ و بعد حصولك على الشهادة تعود لمنصبك ، و العودة للمنصب مضمونة لكن أن تعود للتدريس في نفس المؤسسة غير مضمون
باختصار حلم الدراسات العليا بالنسبة لخريجي المدارس العليا ضاع منذ 2012 ... ضاع و لم يعد ممكن !!٠
ـ ثالثا التوظيف و هو الأهم : في السنة الأولى من دراستك للتخصص تمضي على عقد التزام مع وزارة التربية الوطنية و هذا العقد يضمن لك توظيفك بعد التخرج ، لكن بعد سنة 2017 تم تعديل العقد من طرف الوزارة بحيث مازال التوظيف مضمونا لكن التوظيف في محل اقامتك غير مضمون . و هو ما نتج عنه مشاكل كبيرة سأشرحها لك من خلال توضيح طريقة توظيف خريجي المدارس العليا
بعد التخرج مباشرة تحصل على شهادة أستاذ + عقد الالتزام ، تضيف إليهما ملف اداري و تودعه لدى مديرية التربية ، بعدها المديرية تقوم بترتيبكم على حسب المعدل النهائي الذي حصلت عليه في المدرسة، و على هذا الأساس توظف ما تحتاجه فقط ، أما الباقي عليهم الانتظار لغاية شهر سبتمبر حتى يتم توظيفهم وطنيا يعني : أستاذ متخرج من ولاية سطيف لم يتم توظيفه في ولايته قد يتم توظيفه في ولاية ورقلة أو تندوف أو غيرها يعني توظيف وطني بلا حدود !!! و هذا عائق كبير خصوصا بالنسبة للاناث باعتبارهن أغلب خريجي المدارس العليا ، و حتى بالنسبة للذكور لأنك ستذهب لتلك الولاية التي لم تتخيلها يوما و ليس لديك أي أفضلية " تدبر أمورك في الاقامة و في الأكل " !!!٠
فضلا عن هذه الاشكاليات فإن خريجي المدارس العليا منذ 2018 أصبحوا مطالبين بإجراء نفس التربص التكويني الذي يقوم به الناجحين في مسابقات الأستاذة الذين لا يعرفون عن مهنة التدريس شيئا ، و هو ما يعني مباشرة عدم اعتراف الوزارة بخريجي المدارس العليا الذين يقضون سنة كاملة قبل التخرج كتربص في المؤسسات التربوية
نصيحتي لك : لا تختار المدارس العليا للأساتذة فهي مقبرة المتفوقين و الطامحين لمستقبل أفضل
أعلم أن السؤال الذي يتبادر إلى ذهنك حاليا : ماذا سأختار و أي تخصص مناسب ؟
لن أشير عليك بتخصص محدد فكل شخص له طموحاته و اهتماماته ، لكن ما تختاره يجب أن يحقق المعايير التالية : تكوين جيد في جامعة ذات سمعة في هذا الاختصاص + يمنحنك فرص و حظوظا متعددة في التوظيف بعد التخرج
أخيرا.. ركز جيدا في اختياراتك فأنت تختار مسارا لحياتك ... اسأل الناجحين و المتفوقين. وفقكم الله
أ/ع.اللطيف
ـ المدرسة العليا تضمن الوظيفة بعد التخرج و هذا هو الأهم
ـ أغلب الناجحين بتقدير هم الاناث و هن اللواتي يفضلن هذا الاختيار باعتبار مهنة التعليم مناسبة للمرأة
لكن أقول لك أن أكبر خطأ قد ترتكبه في حياتك هو أن تقوم بهذا الاختيار ، نعم أقول هذا و لست أبالغ فاختيار التخصص يعني بشكل أو بآخر اختيار مسار حياتك كامل
دعني أنقل لك حقيقة المدارس العليا للأساتذة كوني درست بها أربع سنوات و أعتبر نفسي محظوظا جدا بالمقارنة مع زملائي الذين تخرجوا بعدي و فقدوا حق التوظيف، و أقل حظا من زملائي الذين تخرجوا قبلي و فقدت أنا حق الدراسات العليا، فالحقيقة أن وضعية المدارس العليا تزداد سوءا يوما بعد يوم و إليك تفصيلا فيما أقصد
ـ أولا فيما يخص التكوين، المدارس العليا للأساتذة تدرس باللغة العربية و قد يعتبره الكثير أمرا جيدا و هو بالعكس و لن تحس به بخطورته إلا بعد التخرج حينما تعجز عن قراءة كتاب باللغة الفرنسية أو الانجليزية في ميدان تخصصك فما بالك باكتساب اللغة في حد ذاتها ، كما أن مناهجها قديمة جدا و لم يتم تحديثها منذ نشأت هذه المدارس فمثلا في مجال تخصصي و هو الفيزياء لم أذكر أن درست طيلة الأربع سنوات التي قضيتها هناك نظرية أو قانون تم اكتشافه بعد 1950
ـ ثانيا الدراسات العليا بعد التخرج شبه مستحيلة ، فقد كانت هناك مسابقة لشهادة الماجستير بالمدرسة العليا القبة و قسنطينة و وهران ، و هي شهادة ذات كفاءة عالية حتى أنها تعادل دكتوراه ل م د ، لكن منذ 2012 لم تعد هناك ماجستير ، و بعد سلسلة من الاضرابات تم تعويضها بالماستر الأكاديمي منذ 2016 لكن و لا طالب سجل بها ذلك أن الماستر الأكاديمي ، لأن الماستر الأكاديمي يعني حصولك على شهادة في تعليمة التخصص الذي تدرسه ، مثلا تخصصك رياضيات تحصل على شهادة ماستر في تعليمة الرياضيات يعني : تدرس سنتين ماستر في كيفية تدريس الرياضيات !!! و العائق هنا أنه لا يمكنك التسجيل بهذه الشهادة في الدكتوراه لأنه لا توجد تخصصات في الدكتوراه من هذا النوع. و إذا قلت لنفسك : أنا أدرس ماستر و أحصل على الشهادة و لا ندري بعد سنوات يمكن تفتح دكتوراه في هذا التخصص فيجب عليك ترك منصب العمل الذي تحصل عليه لكي تكمل الدراسة !!!٠
:هناك احتمال لدراسة الماستر و هو التسجيل في الجامعة ، و لكن هذا الاختيار يحتمل عائقين
ـ أغلب الجامعات لا تقبل تسجيلك في الماستر لديها، باعتبار أنها تدرس بنظام ل م د ، و تعتبر شهادتك بنظام كلاسيكي و يرفض ملفك بحجة : شهادة غير مطابقة !!٠
ـ هناك بعض الجامعات تقبل التسجيل في بعض التخصصات مثل جامعة تبسة ، مستغانم ، ورقلة و غيرها ... لكن بعد قبولك في الماستر يجب عليك الحصول على الموافقة من مديرية التربية التابع لها و يعني هذا الموافقة على طلب الاستيداع أي بالمعني البسيط : السنتين التي تدرس فيهما الماستر لا تعمل فيهما كأستاذ و بعد حصولك على الشهادة تعود لمنصبك ، و العودة للمنصب مضمونة لكن أن تعود للتدريس في نفس المؤسسة غير مضمون
باختصار حلم الدراسات العليا بالنسبة لخريجي المدارس العليا ضاع منذ 2012 ... ضاع و لم يعد ممكن !!٠
ـ ثالثا التوظيف و هو الأهم : في السنة الأولى من دراستك للتخصص تمضي على عقد التزام مع وزارة التربية الوطنية و هذا العقد يضمن لك توظيفك بعد التخرج ، لكن بعد سنة 2017 تم تعديل العقد من طرف الوزارة بحيث مازال التوظيف مضمونا لكن التوظيف في محل اقامتك غير مضمون . و هو ما نتج عنه مشاكل كبيرة سأشرحها لك من خلال توضيح طريقة توظيف خريجي المدارس العليا
بعد التخرج مباشرة تحصل على شهادة أستاذ + عقد الالتزام ، تضيف إليهما ملف اداري و تودعه لدى مديرية التربية ، بعدها المديرية تقوم بترتيبكم على حسب المعدل النهائي الذي حصلت عليه في المدرسة، و على هذا الأساس توظف ما تحتاجه فقط ، أما الباقي عليهم الانتظار لغاية شهر سبتمبر حتى يتم توظيفهم وطنيا يعني : أستاذ متخرج من ولاية سطيف لم يتم توظيفه في ولايته قد يتم توظيفه في ولاية ورقلة أو تندوف أو غيرها يعني توظيف وطني بلا حدود !!! و هذا عائق كبير خصوصا بالنسبة للاناث باعتبارهن أغلب خريجي المدارس العليا ، و حتى بالنسبة للذكور لأنك ستذهب لتلك الولاية التي لم تتخيلها يوما و ليس لديك أي أفضلية " تدبر أمورك في الاقامة و في الأكل " !!!٠
فضلا عن هذه الاشكاليات فإن خريجي المدارس العليا منذ 2018 أصبحوا مطالبين بإجراء نفس التربص التكويني الذي يقوم به الناجحين في مسابقات الأستاذة الذين لا يعرفون عن مهنة التدريس شيئا ، و هو ما يعني مباشرة عدم اعتراف الوزارة بخريجي المدارس العليا الذين يقضون سنة كاملة قبل التخرج كتربص في المؤسسات التربوية
نصيحتي لك : لا تختار المدارس العليا للأساتذة فهي مقبرة المتفوقين و الطامحين لمستقبل أفضل
أعلم أن السؤال الذي يتبادر إلى ذهنك حاليا : ماذا سأختار و أي تخصص مناسب ؟
لن أشير عليك بتخصص محدد فكل شخص له طموحاته و اهتماماته ، لكن ما تختاره يجب أن يحقق المعايير التالية : تكوين جيد في جامعة ذات سمعة في هذا الاختصاص + يمنحنك فرص و حظوظا متعددة في التوظيف بعد التخرج
أخيرا.. ركز جيدا في اختياراتك فأنت تختار مسارا لحياتك ... اسأل الناجحين و المتفوقين. وفقكم الله
أ/ع.اللطيف